مصر : التقرير الطبي للمتهم بمحاولة تفجير المعبد اليهودي يفجر مفاجأة كبيرة
في ثالث جلسات نظر القضية ، قررت محكمة جنايات أمن الدولة العليا في القاهرة تأجيل محاكمة الترزى جمال حسين حسين أحمد "49 عاما" المتهم بإلقاء عبوات تحوى مواد مشتعلة ومتفجرة من شرفة فندق مواجه للمعبد اليهودى بوسط القاهرة إلى جلسة 15 يناير المقبل لسماع مرافعة النيابة العامة والدفاع.
وكانت الجلسة الثالثة شهدت الاستماع إلى تقرير اللجنة الطبية الثلاثية التي أمرت المحكمة بتشكيلها لبيان مدى سلامة قوى المتهم العقلية أثناء ارتكابه الجريمة والذي شهد مفاجأة مفادها أن المتهم متزن نفسيا وعقليا عكس ما تردد في بداية تفجر القضية .
وجاء في التقرير الطبي " بناء على فحص المتهم ثبت كما ورد بملاحظات التمريض داخل مستشفى الأمراض النفسية والعقلية أنه هاديء ومتعاون يتصرف بشكل طبيعى وحالته مستقرة ونومه فى الحدود الطبيعية ونظافته الشخصية جيدة ويأكل بصورة طبيعية ومنتظمة ويقوم بأداء الصلوات بانتظام كما يتشارك مع زملائه فى مختلف النشاطات".
كما أظهر التقرير ارتفاع معدل ذكاء المتهم وحصوله على درجات طبيعية فى اختبار سمات الشخصية فيما عدا مقياس الكذب وكذلك ارتفاع معدلات التشكيك والعدوانية .
واختتم التقرير قائلا إن المتهم لا يعاني من أي أعراض مرض عقلى أو نفسى سواء فى الوقت الحالى ولا فى وقت الواقعة محل الاتهام وهو قادر على الإدراك والتمييز والإرادة والحكم على الأمور مما يجعله مسئولا عن الاتهام المسند إليه.
وكانت المحكمة قررت عرض المتهم مرتين على لجنة ثلاثية بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية للتأكد من قواه العقلية بناء على طلب الدفاع.
وفي ثاني جلسات المحاكمة في 16 أكتوبر الماضي ، فاجأ المتهم الجميع من داخل القفص بالتوسل إلى المحكمة ألا تدعه مرة ثانية في المستشفى لمدة 45 يوما وعلل ذلك بأنهم يعاملوه بقسوة وشدة .
وأضاف المتهم من داخل القفص "أنا متهم واعترف بإلقاء القنبلة على المعبد اليهودي ، وأطالب بتوقيع العقاب علي ، ولكن لا تنقلوني إلى المستشفى مرة ثانية".
وطلب دفاع المتهم حينها عدم إثبات الاعتراف فى محضر الجلسة وقال إن هذا الاعتراف خرج من المتهم خوفا مما يحدث له فى المستشفى .
وبعد فترة مداولة ، قررت المحكمة الاستجابة لطلب الدفاع وقررت إيداعه المستشفى مدة ثانية لفترة 45 يوما وأجلت الجلسة إلى 22 ديسمبر .
تفجر القضية
وتعود أحداث القضية إلى 21 فبراير 2010 عندما قام مجهول بإلقاء عبوات تحوي مواد مشتعلة ومتفجرة من شرفة فندق مواجه للمعبد اليهودى بوسط القاهرة .
وبعد يومين من وقوع الحادث ، أعلنت وزارة الداخلية المصرية في 23 فبراير عن إلقاء القبض على المتهم ، وجاء في بيان لوزارة الداخلية " فيما يتعلق بحادث قيام مجهول بإلقاء حقيبة ملابس تحتوى على عبوات بها مواد مشتعلة من شرفة فندق بانوراما على الرصيف المقابل للمعبد اليهودى بشارع عدلى بمحافظة القاهرة ، فإن جهود البحث وفحص المضبوطات ومنها محررات شملها التلف جزئيا نتيجة اشتعال حقيبة الجانى التى كانت تحوى مواد ملتهبة غير مفرقعه قد أسفرت عن تحديد مرتكب الواقعة ويدعى جمال حسين حسين أحمد من مواليد 1961 ومهنته ترزي ومقيم ببولاق أبو العلا " .
وأشار البيان إلى أنه تمت متابعة المذكور إلى أن تم ضبطه الساعة الواحدة صباح 23 فبراير بمنطقة جاردن سيتى بالقاهرة حيث ادعى أنه كان ساعياً للتوجه للسفارة الأمريكية لطلب حق اللجوء السياسى.
وأضاف البيان أن المذكور من العناصر الجنائية السابق ارتباطها عام 1984 بمجموعة متطرفة وشملته تحقيقات النيابة فى قيام عناصر تلك المجموعة بإشعال ببعض نوادى الفيديو إلا أنه لم يشمله قرار الإحالة للمحاكمة .
وتابع البيان أن المذكور يعانى منذ سنوات من إدمان التعاطى المفرط للمخدرات كما سبق الحكم عليه بالحبس فى قضايا تعاطى وإتجار وتم إعتقاله لنشاطه الإجرامى وسبق أيضاً دخوله مصحة نفسية حكومية عام 1991 لعلاجه من الإدمان وقام أشقاءه بطرده مؤخراً لعدم قدرته الإقلاع عن تعاطى المواد المخدرة، وقد اعترف المذكور بإرتكابه الحادث بسبب مشاعره الغاضبة نتيجة الأحداث الجارية بالأراضى الفلسطينية المحتلة، كما اعترف بأنه قرر استخدام عبوة تحوى حامض الكبريتيك حال مطاردة رجال الشرطة له مما أدى إلى سقوط كمية من الحامض على وجهه أحدثت إصابته بحروق.
ووفقا للبيان أيضا، فإن المتهم كان خلال عام 1986 غادر مصر وتردد على دول مثل الأردن والعراق وتركيا، حيث أدمن تعاطى المواد المخدرة وتورط فى عمليات نصب وتزوير وقام باستخراج العديد من جوازات السفر المزورة لجنسيات مختلفة، وسبق ضبطه على إحدى البواخر التى كان يستقلها أثناء تواجدها ترانزيت بدولة ليبيا أثناء تعاطيه الهيروين وحيازته جواز مزور وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف وعقب إنتهاء عقوبته تم ترحيله للبلاد خلال عام 1997 وقد تكرر إعتقاله لنشاطه الجنائى حتى عام 2007 لخطورته على الأمن العام ، واختتم البيان قائلا إنه تم إخطار النيابة لاستكمال تحقيقاتها.
وفور إلقاء القبض على الجاني، قرر النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود تكليف نيابة أمن الدولة العليا بمباشرة التحقيق في الحادث ونقل التحقيقات التي جرت في نيابة عابدين عقب الحادث إليها لاستكمال التحقيقات، حيث أمرت بحبسه 15 يوما بعد أن وجهت له تهم صناعة مفرقعات وحيازتها واستعمالها فى أعمال إرهابية تؤدى لتكدير السلم والأمن العام وإثارة القلق داخل البلاد وتمت إحالته إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.